الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الباحث باسل ترجمان (الخبير في الحركات الارهابية) يكشف حقائق وأسرار "خفية" عن غارة صبراطة

نشر في  24 فيفري 2016  (10:40)

شنّت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة جوّية الجمعة الفارطة، استهدفت موقعاً لقادة داعش في صبراتة غرب ليبيا وأدت إلى سقوط نحو 50 قتيلا يرجّح أنّ غالبيتهم تونسيون وبينهم قادة كبار لتنظيم داعش وفق ما راج من معلومات..

ونظرا لانشغال الرأي العام العالمي والوطني بمعرفة كافة ملابسات الغارة الأمريكية، ارتأت أخبار الجمهورية الاتصال بباسل ترجمان الباحث والإعلامي والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والحركات الإرهابية ليقدّم لنا تحليله..
في البداية اعتبر ترجمان أنّ الضربة في صبراطة ليست جزءا من الحرب المتوقعة على ليبيا، ولكنها كانت بمثابة هدية قدمتها أطراف من الجماعات المتناحرة في طرابلس وغرب ليبيا إلى الإدارة الأمريكية كعربون على استعدادها لتكون من أدوات المشروع الأمريكي لإعادة ترتيب الأوضاع في ليبيا.
واعتبر ترجمان أن واشنطن تمكنت بذلك من تسلّم الصيد الثمين وقامت بتنفيذ عمليتها التي كانت ناجحة بكل المقاييس الأمنية، مشيرا إلى انّ المعسكر الذي تمّ قصفه هو واحد من بين عشرات المعسكرات التابعة للجماعات الإرهابية بصبراطة وزوارة وطرابلس وكل المناطق التي تسيطر عليها جماعات فجر ليبيا.
وأضاف محدثنا انّه في هذه الأثناء تجري المحادثات والحوارات في ايطاليا مع عديد الأطراف الليبية لصياغة ترتيبات إيجاد موطئ قدم لحكومة فايز السراج في طرابلس، والتي تعاني من انعدام وجود سند أمني وعسكري لها على الأرض الليبية.

إقامة منطقة خضراء في طرابلس

 وأشار محدثنا الى اجراء حوارات مع عدد كبير من قادة المليشيات في طرابلس والزنتان ومصراطة وذلك لتأمين عودة الحكومة إلى طرابلس وإقامة منطقة خضراء جديدة لها كذلك في طرابلس على شاكلة المنطقة الخضراء التي أقيمت في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين.
وأردف باسل ترجمان قائلا إنّ: «إيطاليا اقترحت إرسال ألف جندي لتأمين أعضاء حكومة فايز السراج والطواقم العاملين معه، لكن بعض الأطراف رفضت العرض واقترحت على ايطاليا إرسال 100 عسكري إيطالي لتدريب المليشيات في طرابلس حتّى تكوّن قوة حماية للحكومة القادمة وهو ما رفضه السراج لعدم استجابته بأن يكون أعضاؤها رهينة لزعماء المليشيات».  

سرّ الإطاحة بـ50 إرهابيا

وفي ما يخصّ ما أسفرت عنه الضربة الأمريكية في طرابلس من سقوط نحو 50 قتيلا، اعتبر الخبير باسل ترجمان أنّ تلك الحصيلة كانت هدية من قبل أطراف فجر ليبيا وقربانا لإظهار حسن نواياها واستعدادها لأن تكون أداة محاربة داعش في ليبيا.    
وقال إنّ هنالك العديد من الأطراف من مسؤولي المليشيات في ليبيا يتحدّثون عن استعدادهم لتشكيل ميليشيات لمحاربة هذه الجماعات.
في المقابل شدّد محدثنا على أنّ الضربة في صبراطة كانت مؤلمة للجماعات الإرهابية لكنها لن تكون ضربة قاصمة، وبالتالي ستكون ردّة فعل الجماعات الإرهابية للانتقام موجّهة بالأساس ضدّ تونس وذلك لإثبات أنها ليست ضربة في الصميم.

حقيقة مقتل أبو عياض

وحول ما قيل عن مقتل الإرهابي أبو عياض في عملية صبراطة، أكّد ترجمان عدم صحة هذا الخبر معتبرا أن القائمة الاسمية للإرهابيين الذين زُعم أنهم قضوا نحبهم في العملية والتي كان قد نشرها موقع تابع لقناة ليبية، هي قائمة تمّ تسريبها من قبل أطراف تابعة لمجلس بلدية صبراطة كمحاولة منهم لتبرئة أنفسهم من تهمة احتضان الإرهاب ورعايته في المنطقة.
وتابع مصرّحا انّ الكل يعلم انّ المجالس البلدية في زوارة وطرابلس وصبراطة والتي لديها مليشيات تشكّل شرطة مدنية على الأرض هي من تحمي المجموعات الإرهابية هناك، مشيرا إلى انّ تلك الغارة ستقود إلى صدامات عنيفة داخل ما تبقى من فجر ليبيا حيث أن هنالك العديد من المجموعات التي ترفض حكومة الوفاق الوطني وترفض اتفاق الصخيرات  بل قد أعلنت صراحة أنّها تقف مع الجماعات الجهادية ضدّ أي تدخّل عسكري بالمنطقة..

أين حركة النهضة؟

في نهاية مداخلته تساءل باسل ترجمان عن أسباب عدم إصدار حركة النهضة لأي بيان تعبّر فيه عن موقفها الصريح من الغارة الأمريكية على صبراطة خاصة وهي التي كانت لا تتردّد في الكشف عن مواقفها في مثل هذه القضية..

منارة تليجاني